في الأوساط الفنية دائمًا ما يثار الجدل حول دور الفنان في المجتمع ومدى تداخله مع السياسة. مؤخرًا، تصاعدت النقاشات بشكل كبير حينما رفضت الفنانة المغربية أسماء المنور أداء حفل غنائي في الجزائر نظرًا للوضعية السياسية الراهنة التي يعيشها البلدين. هذا الرفض أثار غضب الجماهير وأيضًا تعليقات حادة من بعض الزملاء الفنانين.
من بين هؤلاء الفنانين الذين أعربوا عن استيائهم من قرار أسماء المنور كانت الفنانة فلة. في لقاء تلفزيوني، أعربت فلة عن رأيها بوضوح، معتبرة أن الفنان لا يجب أن يدخل في مثل هذه المتاهات السياسية أو يخلط بين الفن والسياسة. اعتبرت أن دور الفنان يجب أن يكون دورًا للسلام والفهم المتبادل بين الشعوب، وليس لهذا أن يتورط في الصراعات السياسية بين الدول.
ردود الفعل على تصريحات فلة كانت متباينة. دعم البعض قرار أسماء المنور وأثنوا على صراحتها ووصفوها بالفنانة الوطنية التي تغار على بلدها وتقف خلف مصلحتها دائمًا. وفيما كان البعض الآخر يرون أن الفنان يجب أن يكون حرًا في اختيار أماكن ومواعيد أداء حفلاته، وأنه ليس من واجبه التورط في الشؤون السياسية.
هذا النقاش يسلط الضوء على التوتر الدائم بين الفن والسياسة ويثير تساؤلات حول مدى تأثير الفنانين على السياسة والعلاقة بين الفن والوطنية. يظل هذا الموضوع مفتوحًا للمزيد من النقاشات والتفكير، حيث يجسد التصريحات العامة للفنانين والفنانات رؤيتهم الشخصية والفردية في هذا السياق الحساس.