مربو وملاكو خيول السباقات بالمغرب يحتجون على تردي أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية

 

 

أزمة عميقة تعاني منها منظومة قطاع سباقات الخيول بالمملكة خلال السنوات الاخيرة، منظومة تشغل آلاف العاملين بمختلف الجهات والاقاليم، وتساهم في التنمية الفلاحية للمملكة، لكنها اليوم تقترب من حافة الافلاس بسبب إكراهات إقتصادية وإجتماعية متعددة.

الجمعيات التي تمثل الاغلبية الساحقة والتي تضم الملاكين والمربين (وهي الجمعية الوطنية لمربي خيول السباقات وجمعية ملاكي خيول السباقات)، بالاضافة الى النقابة الوطنية لمهنيي خيول السباقات والعروض، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، دقت ناقوس الخطر في أكثر من مناسبة، بعد أن بات القطاع يتخبط في العديد من المشاكل، منها تجميد قيمة المنح منذ عدة سنوات، وسوء التدبير و الحكامة، و غياب أي بوادر للاصلاح والتدبير الجيد.

الجمعيات المهنية حاولت أكثر من مرة تقديم ملف مطلبي يصون مصالح جميع مهنيي هذا القطاع، و يساهم في تطوير المجال، عبر تقديم الدعم والمساندة للمربين والملاك، وتحسين الاوضاع الاجتماعية للعاملين، مع زيادة حجم وقيمة المنح المقدمة للخيول الفائزة في السباقات، وتوجيه الاستثمارات للبنيات التحتية الخاصة بتربية وتطوير سلالات خيول السباقات.

أمام هذا الوضع المتأزم والمحتقن، وغياب سياسة الحوار، التجأ المهنيون و معهم النقابة الوطنية لمهنيي خيول السباقات والعروض المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إلى مراسلة مختلف الجهات الوصية على القطاع، انطلاقا من رئاسة الحكومة مرورا بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية، وصولا الى مسؤولي الشركة المشرفة على القطاع (لاسوريك)، بالاضافة الى اصدار بيانات احتجاجية تشرح بالتفصيل مشاكل هذا القطاع، وتبرز مطالب الجمعيات التي تمثل الاغلبية الساحقة.

وتتجلى أبرز مطالب المهنيين اليوم في فتح باب الحوار البناء، بالاضافة إلى إقرار برنامج استعجالي للقطاع يتضمن دعما ماليا وتدابير عاجلة لإنقاذ القطيع، ومساندة الملاكين والمربين أمام هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة، بالاضافة إلى توقيع العقد-البرنامج الذي طالب به المهنيون الذين يمثلون الأغلبية الساحقة، منذ أزيد من سبع سنوات، وإشراكهم في برمجة و إعداد السباقات السنوية.

كما يطالب المهنيون أيضا بحكامة جيدة للقطاع عبر تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، و اعتماد قاعدة “حصان واحد/صوت واحد – فرس أم/صوت واحد”، المعمول بها بمختلف بلدان العالم، مع مراجعة نظام المنح المجمدة منذ سنة 2015، و وضع آلية تعويض عادلة، تربط قيمة هذه المنح بمعدلات التضخم، وارتفاع أسعار المواد العلفية، وباقي التجهيزات المرتبطة بالقطاع.

ويسعى المهنيون أيضا عبر جمعياتهم التي تمثل الأغلبية الساحقة (الجمعية الوطنية لمربي خيول السباقات وجمعية ملاكي خيول السباقات)، إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية للعاملين، في مقاربة تشاركية تسعى الى توفير التغطية الصحية، ونظام للتقاعد، و تأمين خاص بالفرسان، وأيضا توفير دعم لوجيستي للمهنيين، بالاضافة الى المساعدة في تحديث وسائل نقل الخيول عبر تراب المملكة.

ويساهم المهنيون منذ عدة سنوات في تنمية وتطوير هذا القطاع، عبر إنشاء ضيعات مختصة باحتضان سلالات هذه الخيول، وتشغيل الاف الاسر بالعالم القروي (حوالي 30 الف اسرة)، و اقتناء مختلف التجهيزات الحديثة لتربية ونقل خيول السباقات، والمشاركة في مختلف التظاهرات الوطنية والدولية، مع اعطاء صورة مشرفة لمربي وملاك الخيول بالمملكة.

ووعيا منها بأهمية إنجاح التظاهرات القارية والدولية التي تحتضنها المملكة، وفي إطار سياسة اليد الممدودة التي تنتهجها الجمعيات الأكثر تمثيلية ومعها النقابة الوطنية لمهنيي خيول السباقات والعروض، تم إلغاء الوقفة الاحتجاجية التي كانت مقررة يومه السبت 13 شتنبر أمام حلبة الخيول آنفا بمدينة الدار البيضاء، وأيضا إلغاء باقي المبادرات النضالية التي تمت برمجتها سابقا، بعد دعوة الحوار والنقاش التي وجهتها إدارة شركة (لاسوريك) قصد حل مختلف المشاكل العالقة.

دعوة للحوار والنقاش تثمنها الجمعيات التي تمثل الأغلبية الساحقة و معها النقابة الوطنية لمهنيي خيول السباقات والعروض، في ظل ظرف حرج، تحتاج فيه هذه المنظومة لتظافر الجهود، قصد النهوض بقطاع سباقات الخيول، وتحسين ظروف عيش مئات المواطنين عبر تراب المملكة.

كما تدعو هذه الجمعيات ومعها النقابة الوطنية لمهنيي خيول السباقات والعروض، جميع المهنيين من ملاكين ومربين الى المشاركة بكثافة في هذه السباقات، وإنجاح التظاهرات الكبرى التي تحتضنها المملكة المغربية بحس من المواطنة والمسؤولية.

Leave A Reply

Your email address will not be published.