في ليلة من ليالي المجد الكروي، صنع أشبال المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة إنجازًا تاريخيًا سيظل راسخًا في ذاكرة الرياضة الوطنية، بعد تأهلهم المستحق إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليًا في الشيلي، عقب فوز دراماتيكي على المنتخب الفرنسي بنتيجة (5-4) في الضربات الترجيحية، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي (1-1).
على أرضية ملعب “إلياس فيغيروا براندير” بمدينة فالباراييسو، عاش المغاربة ليلة استثنائية جمعت بين القلق والفخر، قبل أن تتحول إلى انفجار فرح عمّ الشوارع والساحات من الرباط إلى طنجة، مرورًا بالدار البيضاء ومراكش.
ومنح الحارس البديل عبد الحكيم المصباحي بطاقة العبور التاريخية للمغرب بعد تصديه ببراعة لضربة الترجيح الأخيرة للمنتخب الفرنسي، ليقود كتيبة الأسود الصغار إلى أول نهائي عالمي في تاريخ الفئات السنية المغربية، وسط دموع الفرح والاحتفالات العارمة في المدرجات.
المباراة عرفت أداءً بطوليًا من العناصر الوطنية، الذين دخلوا اللقاء بعزيمة من حديد، حيث ضغطوا منذ الدقائق الأولى على الدفاع الفرنسي، وخلقوا فرصًا حقيقية للتسجيل، عكست شخصية المنتخب المغربي المتطورة وثقته العالية بنفسه. ورغم محاولات الفرنسيين العودة في النتيجة بهجمات مرتدة خطيرة، فإن الدفاع المغربي أبان عن صلابة كبيرة، فيما تألق خط الوسط في فرض الإيقاع والتحكم في مجريات اللعب.
ومع مرور الدقائق، تحول اللقاء إلى مباراة أعصاب، اتسمت بالإثارة والتشويق حتى اللحظة الأخيرة، قبل أن تبتسم ركلات الترجيح للمنتخب المغربي، لتكتب صفحة جديدة من المجد في سجل الكرة الوطنية.
هذا الإنجاز الكبير يعكس العمل الجاد الذي يقوم به الطاقم التقني المغربي على مستوى تكوين المواهب الشابة، ويؤكد أن كرة القدم المغربية تسير بخطى ثابتة نحو العالمية، بعد النجاحات المتتالية للمنتخبات الوطنية في مختلف الفئات.
وبتأهله إلى النهائي، يوجه المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة رسالة فخر واعتزاز لكل المغاربة، مفادها أن روح الانتصار لا تعرف سناً، وأن الجيل الجديد من الأسود قادم بقوة ليواصل مسيرة التألق التي بدأها الكبار في مونديال قطر 2022.
الأنظار تتجه الآن نحو المباراة النهائية، حيث يحلم المغاربة بلقب عالمي جديد يكرّس مكانة المغرب كقوة كروية صاعدة في سماء كرة القدم العالمية.