الساحة الفنية تفقد أحد مبدعيها.. محمد الخلفي في ذمة الله

فقدت الساحة الفنية المغربية اليوم، السبت، أحد أعمدتها البارزة، الفنان القدير محمد الخلفي، الذي توفي في منزله بمدينة الدار البيضاء بعد صراع طويل مع المرض. برحيله، ينطفئ نور من الجيل الأول للمسرح المغربي الذي كان شاهداً على بدايات الفن المسرحي والتلفزيوني في المملكة منذ ستينيات القرن الماضي.

ميلاد ومسيرة حافلة بالعطاء

ولد محمد الخلفي عام 1937 في مدينة الدار البيضاء، حيث ترعرع وبدأت علاقته بالفن. كان أداؤه التمثيلي المتقن والمفعم بالصدق أحد أسباب شهرته وحب الجمهور له. لم يقتصر عطاؤه على المسرح، بل امتد إلى التلفزيون والسينما، حيث ترك بصمات لا تُنسى في مختلف الأعمال التي شارك فيها.

أدوار خالدة في ذاكرة المغاربة

اشتهر الخلفي بدور “الكوميسير” أو الشرطي، الذي قدمه في العديد من الأعمال، حيث جمع بين الكوميديا والحزم بأسلوب جعل هذه الشخصية قريبة من قلوب المغاربة. كما كان من أوائل الفنانين الذين ظهروا على شاشة التلفزيون المغربي، حيث قدم أول مسلسل بوليسي بعنوان “التضحية”. ومن أبرز أعماله أيضاً مسلسل “بائعة الخبز” الذي رسخ حضوره في ذاكرة المشاهدين.

إسهاماته في السينما والتلفزيون

تميزت مسيرة محمد الخلفي بتنوع أدواره وإبداعاته. شارك في أفلام بارزة مثل “سكوت، اتجاه ممنوع” للمخرج عبد الله المصباحي، وفيلم “هنا ولهيه” للمخرج محمد إسماعيل. وعلى الشاشة الصغيرة، كان حضوره لافتاً في المسلسل التاريخي “ملوك الطوائف”، إضافة إلى دوره المحبب في سلسلة “لالة فاطمة” كأحد أفراد عائلة بنزيزي، الذي جعله جزءاً من ذاكرة الأجيال.

إرث خالد في ذاكرة المغاربة

برحيل محمد الخلفي، يخسر المغرب فناناً قدم الكثير لترسيخ قيم المسرح والتلفزيون الوطني. لقد كان نموذجاً للعطاء والإبداع، وسيبقى إرثه شاهداً على مسيرة فنية غنية ومتميزة.

Leave A Reply

Your email address will not be published.