تكريم إلهام علي في “المرأة في السينما” ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي

في أمسية طغى عليها الحضور النسائي العربي والعالمي، توجّهت الأنظار إلى الممثلة السعودية إلهام علي التي خَطَت بثقة على السجادة الحمراء لحفل “المرأة في السينما” ضمن الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي، في تكريم حمل أبعادًا تتجاوز الشخصي، ليصبح لحظة فخر للسينما السعودية الناشئة وصوتًا جديدًا في حوار عالمي عن تمكين المرأة في الفنون البصرية.

تكريم في حضرة العالم

فعالية “المرأة في السينما”، التي تنظمها سنويًا مؤسسة البحر الأحمر السينمائية بالتعاون مع شركاء دوليين، تحوّلت إلى موعد ثابت في أجندة مهرجان كان، ونافذة مشرّعة على إنجازات النساء في الصناعة السينمائية. النسخة الثالثة من الحفل، التي أقيمت مساء الخميس 15 مايو 2025 في فندق “دو كاب – إيدن روك”، جمعت نخبة من المبدعات من مختلف الجنسيات والخلفيات الفنية، في احتفاء فريد بالمواهب النسائية التي تصنع الفرق.

وسط هذا الزخم، برز اسم إلهام علي – إحدى أبرز نجمات وكالة MBC Talent – كأول سعودية تُكرّم في هذا الحدث العالمي، إلى جانب أسماء وازنة في الساحة الفنية مثل الممثلة جاكلين فرنانديز، المخرجة رونغانو نيوني، الممثلة المصرية أمينة خليل، المخرجة السورية غايا جيجي، والممثلة سارة طيبة، فضلاً عن النجمة أنغفا وراها.

إلهام علي: “نقلنا إنجازاتنا إلى كان”

في كلمتها المؤثّرة عقب استلام التكريم، عبّرت إلهام علي عن امتنانها العميق لهذه اللحظة، مؤكدةً أن الجائزة ليست مجرّد تقدير لمسيرتها، بل إقرار عالمي بمكانة الفنانة السعودية في المشهد الفني الجديد.

قالت:

“يشكّل هذا التكريم إضافة كبيرة لمسيرتي الفنية كممثلة سعودية، وينقل إنجازاتنا كنساء ناشطات في قطاع السينما والدراما إلى العالم، وإلى مهرجان كان تحديدًا الذي أحضره للمرّة الأولى.”

ولم تنسَ إلهام أن تُشيد بدور وكالة MBC Talent في رعاية المواهب السعودية، إلى جانب دعم مؤسسة البحر الأحمر، مضيفةً:

“أنا سعيدة بوجودي اليوم وتكريمي في فعالية ’المرأة في السينما‘ إلى جانب شخصيات نسائية ملهمة لها دورها المؤثر في صناعة الفن والسينما.”

البحر الأحمر… نافذة المرأة السعودية إلى العالم

منذ انطلاقته، عمل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي على تمكين صُنّاع السينما من المنطقة، مع تركيز خاص على الأصوات النسائية. وتأتي فعالية “المرأة في السينما” ضمن هذا السياق كمنصة فريدة تحتفي بالإنجاز، لا بالشكل؛ وبالمحتوى، لا بالضوء وحده.

اختيار إلهام علي لهذا التكريم لا يحمل فقط اعترافًا بفنّها، بل يعكس استراتيجية واضحة لدعم النساء المبدعات من الخليج، ومساعدتهن على العبور من المحلية إلى العالمية. وهو تكريم لتمثيل سعودي ناضج، بعيد عن الاستعراض، قائم على الموهبة والالتزام.

تكريم تحت عدسات العالم

تميّز الحفل هذا العام بحضور واسع من وسائل الإعلام الدولية والعربية، إلى جانب مشاركة لافتة من صُنّاع السينما، المشاهير، والضيوف المدعوّين الذين تألّقوا على السجادة الحمراء قبل أن يتوجهوا إلى حفل العشاء الرسمي.

وقد جاء تكريم إلهام علي في توقيت رمزي، حيث تتقدّم المملكة بخطى متسارعة نحو تطوير صناعة سينمائية حقيقية، تتكئ على الدعم المؤسسي، والكوادر الشابة، والطموح اللامحدود لتكون جزءًا من المشهد السينمائي العالمي.

خاتمة: من الرياض إلى الريفييرا الفرنسية… عبر الفن

في مهرجان عالمي طالما اعتُبر مرآة للذوق السينمائي الرفيع، تقف إلهام علي اليوم ممثلةً لمرحلة جديدة من الوعي الفني في السعودية، ووجهًا ناعمًا لقوة نسائية تصعد بثبات.

تكريمها في “المرأة في السينما” ليس خاتمة فصل، بل افتتاحيّة فصل جديد من الحضور النسائي العربي في المهرجانات الكبرى. فصلٌ تكتبه الموهبة، وتدعمه الإرادة، وتحتفي به منصّات مثل “كان”، حين تمنح الكلمة لمن يستحقها.

Leave A Reply

Your email address will not be published.