سجادة “كان 78”: بين وهج السينما وسحر الأناقة… حضور عربي يُضيء الريفييرا
كما اعتدنا من مدينة كان الفرنسية، تفتتح مهرجانها السينمائي برؤية ساحرة تعانق البحر والمتخيل، حيث تُصبح السجادة الحمراء مسرحًا للأنوثة المُترفة والأزياء الفاخرة، وتتحول خطوات النجمات إلى مشاهد لا تقل درامية عن أفلام المسابقة الرسمية.
افتتاح الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي لم يكن استثناءً، بل تأكيدًا على أن للموضة في كان سردية موازية للسينما، حيث يكتب القماش، والكريستال، والريش فصولاً من الجمال الآسر.
نادين نجيم… بياض ملكي ووهج شرقي
النجمة اللبنانية نادين نسيب نجيم أثبتت أن الحضور العربي ليس فقط لافتًا، بل مشرقًا وساحرًا. فقد اختارت إطلالة أقرب إلى الأسطورة، بكورسيه من الساتان الأبيض الثقيل وتنورة من قماش “كريب كادي”، مزيّنة بتفاصيل من عرق اللؤلؤ، والكريستال، وأحجار السوسن المطرزة بدقة. الإطلالة حملت توقيع المصممة الأسترالية تمارا رالف، التي لم تتردد في نشر صور نادين عبر حسابها الرسمي، احتفاءً بجمال التصميم وجاذبية من ارتدته.
إيفا لونغوريا… حين يتحدث الذهب الوردي بلغة السينما
أما النجمة الأمريكية إيفا لونغوريا، فقد اختارت فستانًا بلمسة درامية راقية من توقيع رالف أيضًا، مصنوعًا من خرز ذهبي وردي مع كورسيه مخملي أسود وعقدة بارزة على الخصر. تصميم يلعب على التناقضات: القوة والنعومة، الإبهار والبساطة، لتُرسّخ لونغوريا حضورها كأيقونة أناقة على السجادة الحمراء.
رامي قاضي… الحرفية اللبنانية تتألق عالميًا
في هذه الليلة اللافتة، لم يكن اسم رامي قاضي بعيدًا عن الأضواء. فقد تألقت النجمتان المصريتان أمينة خليل ويسرا بتصاميمه الراقية.
أمينة خليل اختارت فستان هالتر بلون وردي باهت مصنوع من اللوريكس، تميز بكورسيه منحوت، وقماش منساب، مزين بحواف من الريش الناعم، إطلالة توحي بخفة الحلم.
أما يسرا، فأبهرت الحضور بفستان باللون الأحمر الناري، يتلاعب بالقصّات غير المتماثلة والطيات الأنيقة، لتُثبت أن الأناقة لا عمر لها، وأن الحضور الطاغي لا يحتاج إلى بهرجة بل إلى ذوق رفيع.
ريا أبي راشد… تجسيد للرقي البسيط
الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد اختارت فستانًا بلون بني دافئ، بقصات غير تقليدية تُبرز شخصية قوية وأنوثة ناعمة في آن. تمازج لون الفستان مع لون شعرها ومكياجها أعطى الإطلالة توازناً مثالياً بين التفرّد والأناقة، كعادتها في المهرجانات العالمية.
زهير مراد… إمبراطور الدراما الأنيقة
الإطلالة التي سرقت الأنفاس كانت من توقيع المصمم اللبناني العالمي زهير مراد، حيث ارتدتها عارضة الأزياء البرازيلية أليساندرا أمبروسيو. الفستان المصنوع من حرير الشارموز الأخضر الزمردي، بشق فخذي جريء وذيل درامي، وأكمام منفصلة مزينة بالكشكش، كان استعراضًا للأنوثة القوية ولحضور لا يُقاوم. مراد، مرة أخرى، يؤكد أن الدراما يمكن أن تُصاغ بخيوط من حرير.
ماريا بورجيس… الأحمر بعيون أفريقية
عارضة الأزياء الأنغولية ماريا بورجيس ظهرت بفستان من الساتان الأحمر، تصميم “هالتر-نيك” بعقدة أمامية وتفاصيل مقطعة تضفي لمسة تمرد ناعم، مع ذيل طويل يعزز الطابع المسرحي للإطلالة.
هايدي كلوم… من الرياض إلى كان
مفاجأة الافتتاح تمثلت في فستان هايدي كلوم الذي جاء من مجموعة “The 1001 Seasons of ELIE SAAB”، التي عُرضت سابقًا في الرياض. الفستان بتدرجات الوردي وزينة من بتلات الأورغانزا، بدا كأنه نُزع من لوحة مائية حالمة، عابراً الجغرافيا من الخليج إلى الريفييرا.
إيرينا… الأسود كما لم يُروَ من قبل
أما إيرينا شايك، فقد اختارت الأسود بلغة جديدة: فستان أوف شولدر بأكمام منتفخة ونقشة الـPolka Dots، قفازات من المخمل وأقراط ذهبية ضخمة، مع تسريحة أنيقة ومكياج جريء، في إطلالة جمعت بين الكلاسيكي والمستقبلي في آن.
حين تصبح السجادة الحمراء معرضاً للأناقة العالمية
ما يلفت في افتتاح مهرجان كان هذا العام، ليس فقط جمال الإطلالات، بل التنوع الثقافي الكبير في اختيارات النجمات، والاحتفاء الواضح بالأزياء العربية واللبنانية تحديدًا. فالمصممون العرب لم يعودوا ضيوفًا عابرين على منصات الموضة العالمية، بل أصبحوا من أبرز مَن يضعون بصمة أنيقة على أكثر لحظات السينما شهرة وتأثيرًا.
كان 2025 لا يكتفي بأن يكون مهرجان أفلام، بل يتحوّل كل مساء إلى عرض حي للفن، حيث تذوب الحدود بين الكاميرا والإبرة، بين المخرج والمصمم، وبين الحكاية التي تُروى والحكاية التي تُرتدى.