“ظل والدي”.. أكينولا ديفيز يصنع التاريخ في كان بفيلم شخصي يهز مشاعر العالم

في سابقة تاريخية، سجّل فيلم “ظل والدي” (My Father’s Shadow) للمخرج النيجيري البريطاني أكينولا ديفيز جونيور حضورًا لافتًا في الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي لعام 2025، حيث نال تنويهًا خاصًا من لجنة تحكيم جائزة الكاميرا الذهبية (Caméra d’Or)، المخصصة لأفضل عمل أول لمخرج في المهرجان .

رحلة شخصية في قلب نيجيريا المتقلبة

يُعتبر “ظل والدي” أول فيلم نيجيري يُدرج رسميًا ضمن اختيارات مهرجان كان، حيث عُرض في قسم “نظرة ما” (Un Certain Regard) . تدور أحداث الفيلم في يوم واحد من عام 1993، خلال فترة الانتخابات الرئاسية النيجيرية التي أُلغيت نتائجها، مما أدى إلى اضطرابات سياسية واسعة. يروي الفيلم قصة أب يُدعى فولارين، يؤدي دوره الممثل البريطاني النيجيري سوب ديريسو، الذي يعود فجأة ليأخذ ابنيه، أكين وريمي، في رحلة إلى لاغوس لاسترداد أجوره المتأخرة.

الفيلم مستوحى من تجارب شخصية للمخرج ديفيز وشقيقه وولي، اللذين فقدا والدهما في سن مبكرة، مما أضفى على العمل طابعًا شخصيًا عميقًا .

إشادة نقدية واسعة

حظي “ظل والدي” بإشادة نقدية كبيرة، حيث وصفه الناقد روبرت دانيلز بأنه “أفضل ما شاهده في كان هذا العام” . كما أثنى النقاد على أداء ديريسو والأخوين إغبو، اللذين جسّدا دورَي الطفلين، مشيدين بقدرتهما على نقل مشاعر معقدة بصدق وعفوية.

إنتاج مشترك وتوزيع عالمي

أُنتج الفيلم بالتعاون بين شركات Element Pictures وFatherland Productions وBBC Film، بدعم من المعهد البريطاني للأفلام (BFI) . وقد حصلت منصة MUBI على حقوق توزيع الفيلم في أمريكا الشمالية والمملكة المتحدة وأيرلندا وتركيا، مع خطط لإصداره في دور العرض في وقت لاحق من العام .

خطوة فارقة للسينما النيجيرية

يمثل “ظل والدي” علامة فارقة في تاريخ السينما النيجيرية، إذ فتح الباب أمام مزيد من القصص الأفريقية للوصول إلى منصات السينما العالمية. وقد أعرب المخرج ديفيز عن أمله في أن يُلهم هذا الإنجاز صانعي الأفلام الأفارقة الآخرين لمشاركة قصصهم مع جمهور أوسع .

بهذا الإنجاز، يُثبت “ظل والدي” أن السينما الأفريقية قادرة على تقديم أعمال ذات جودة عالية ومضمون إنساني عميق، تستحق التقدير والاهتمام على الساحة الدولية

Leave A Reply

Your email address will not be published.