قائمة الـ101 الأكثر تأثيرًا في السينما العربية بمهرجان كان 2025: إشادة بالجهود، وتكريس للتنوع العربي والدولي في صناعة الشاشة الكبيرة
في خضم الزخم الثقافي والإبداعي الذي يصاحب مهرجان كان السينمائي في دورته الـ78، كشف مركز السينما العربية عن النسخة المحدثة من قائمته السنوية “101 الأكثر تأثيرًا في السينما العربية”، وهي مبادرة أصبحت بمثابة مرآة ترصد دينامية التغيير والتطور في صناعة السينما العربية، وتحتفي بالجهود الاستثنائية لأفراد ومؤسسات ساهموا في إعلاء راية السينما من المحيط إلى الخليج، ومن العواصم العربية إلى المراكز السينمائية العالمية.
تتويج للجهود.. وتقدير لواقع حي
امتدت فترة التقييم من مايو 2024 إلى أبريل 2025، وشهدت القائمة مشاركة لافتة من 19 دولة عربية إلى جانب عدة أسماء من أوروبا، آسيا، وأمريكا. وقد تنوعت خلفيات الشخصيات المختارة بين ممثلين، مخرجين، منتجين، مديري مهرجانات، موزعين، مدراء منصات رقمية، مسؤولين ثقافيين، ومبدعين خلف الكاميرا.
إجمالًا، ضمت القائمة:
- 18 منتجًا
- 14 مخرجًا
- 12 ممثلًا
- 13 موزعًا من 10 مؤسسات
- 10 فنيين خلف الكاميرا
- 9 ممكنين للسينما (enablers)
- 8 مسؤولين من مهرجانات
- 8 مسؤولين من منصات VOD
- 5 مؤسسات تمويل
- 3 منظمات غير حكومية
- 3 بيوت فنية
مصر.. الريادة المستمرة
كالعادة، حافظت مصر على موقعها القيادي بتواجد 41 اسمًا في القائمة، ما يعكس مركزية دورها التاريخي والإنتاجي والفني في السينما العربية. وتوزعت الأسماء المصرية بين ممثلين كبار مثل يسرا وليلى علوي وأحمد عز، إلى جانب صناع القرار مثل حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة، والمنتج البارز محمد حفظي، ووجوه شبابية ونسائية ساهمت في تطوير الصناعة مثل هالة لطفي وقسمت السيد وندى رياض.
كما شملت القائمة رموزًا في مجالات الكتابة، التصوير، المونتاج، والإنتاج الموسيقي مثل مريم نعوم، عبد السلام موسى، هشام نزيه، وهبة عثمان، ما يعكس ثراء المشهد السينمائي المصري أفقيًا وعموديًا.
لبنان.. التوازن بين النخبة والمؤسسات
في المرتبة الثانية، حضرت لبنان بـ20 اسمًا، بين نجمات مثل دياموند بو عبود والإعلامية ريا أبي راشد، وقياديين في شبكات ومؤسسات مثل OSN وآفاق وسينما متروبوليس. وبرز أيضًا أنطوان خليفة كمساهم محوري في المهرجانات الدولية التي تعزز الحضور العربي عالميًا، بالإضافة إلى أسماء لامعة خلف الكاميرا مثل رنا عيد وكريستوفر عون.
السعودية.. صعود نوعي ومستدام
استعرضت القائمة التطور اللافت في المشهد السينمائي السعودي مع 16 اسمًا، ضمت مخرجين مثل عبد العزيز الشلاحي، ومنتجين ومؤسساتيين كـبهاو بخش وفيصل بالطيور، وممثلين عن هيئة الأفلام ومؤسسة البحر الأحمر للسينما.
كما تميزت السعودية بوجود أسماء ذات تأثير مالي واستثماري كبير، مثل المستشار تركي آل الشيخ، والأمير الوليد بن طلال، ما يعكس تزاوج الفن بالاقتصاد في الرؤية السعودية الثقافية.
فلسطين والأردن.. حضور نوعي يعكس نضج التجربة
برصيد 12 اسمًا، أكدت فلسطين موقعها كصاحبة سينما مقاومة وحيوية. من أبرز الأسماء: كامل الباشا، رشيد مشهراوي، شيرين دعيبس، ومحمد قبلاوي. وتعكس هذه الأسماء اتساع رقعة الانتشار من الإنتاج المحلي إلى التمثيل الدولي.
في المقابل، حضر الأردن بعشرة أسماء، تجمع بين جيل المبدعين الصاعدين مثل أمجد الرشيد، وركائز البنية التحتية للسينما مثل الأمير علي بن الحسين، والأميرة ريم علي، ومسؤولي الهيئة الملكية للأفلام.
المغرب وتونس.. تباين في التمثيل المغاربي
حافظت تونس على حضورها القوي بـ9 أسماء على رأسهم هند صبري، ودرة بوشوشة، وأمين بوحافة. بينما اقتصر الحضور المغربي على اسمين: خليل بن كيران وعبد العزيز البوزدايني، مع غياب ملحوظ للجزائر، موريتانيا، وليبيا.
ورغم الحيوية السينمائية التي تعرفها بعض هذه الدول، يبقى تمثيلها في القائمة مؤشرًا على الحاجة إلى دعم مؤسساتي وإعلامي أكبر لتسويق أعمالها في المحافل الدولية.
التمثيل الدولي.. السينما العربية في مرآة العالم
لم تقتصر القائمة على أسماء عربية، بل شملت شخصيات من بريطانيا، فرنسا، الولايات المتحدة، روسيا، جنوب أفريقيا، الهند، أستراليا، وإيطاليا، ممن ساهموا بشكل مباشر في نقل، دعم، وتمويل السينما العربية. مثل:
- سام بارنيت (المملكة المتحدة)
- شيفاني بانديا (الهند)
- ماركو أورسيني (الولايات المتحدة)
- ريمي بون أوم (فرنسا)
- فينتشنزو بونيو وأليساندر سبيتشيالي (إيطاليا)
وهو ما يعكس الأثر العالمي المتزايد للسينما العربية، ليس فقط كنتاج ثقافي بل كحركة فكرية وفنية متعددة الجذور.
قراءة ختامية: السينما العربية تنهض بتعدد روافدها
تكشف قائمة الـ101 في نسخة 2025 عن مشهد سينمائي عربي ينهض تدريجياً على أسس أكثر تماسكًا، ويشهد تحولًا نوعيًا في التنوع الجغرافي، المهني، والجيل الجديد من المبدعين. إن الحضور اللافت للمؤسسات والمنصات الرقمية، إلى جانب التقدير المتزايد للعاملين خلف الكواليس، يفتح الباب لنقاش أوسع حول مستقبل صناعة السينما كقطاع استراتيجي في التنمية الثقافية والاقتصادية للمنطقة.
ومع توالي الدورات، تبدو قائمة الـ101 أكثر من مجرد تكريم سنوي؛ إنها توثيق زمني لتطور السينما العربية ومساراتها الناشئة في قلب المحافل الدولية.