السجادة الحمراء تودّع دورة ذهبية.. وكان يُثبت أنه ما زال “ملك المهرجانات”

أسدل الستار مساء السبت 24 مايو 2025 عن فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي، بعد اثني عشر يومًا من السحر البصري، والنقاشات الساخنة، والعروض المبهرة، واللحظات المؤثرة.

لكن ما ميّز هذه الدورة حقًا، لم يكن فقط قوّة الأفلام ولا لمعان النجوم على السجادة الحمراء، بل أيضًا سلسلة من الأحداث المفاجئة التي اختلطت فيها السينما بالواقع، لتُثبت أن مهرجان كان ليس مجرد مهرجان… بل قصة تُروى كل عام من جديد.

شهدت هذه الدورة حضورًا مميزًا ومتنوعًا من صنّاع الأفلام العالميين، مع تركيز واضح على تمكين النساء في صناعة السينما، حيث شهد المهرجان مشاركة واسعة من المخرجات اللواتي قدمن أعمالًا سينمائية قوية وعميقة، تنوعت مواضيعها بين قصص التحرر الذاتي، الصراعات الاجتماعية، والأبعاد النفسية.

انقطاع الكهرباء.. تحدي استُجيب باحترافية

شهدت مدينة كان انقطاعًا مفاجئًا للتيار الكهربائي ليلة حفل الختام، ما تسبب في إلغاء مؤتمر صحفي لفيلم “Mastermind”، وتأجيل بعض العروض في سينمات خارج قصر المهرجان، إلا أن قصر المهرجانات نفسه عمل بطاقة مستقلة مكنته من مواصلة فعالياته وحفل الختام كما هو مقرر، مع استمرار عمل خدمات الواي فاي والسلالم المتحركة، مما أظهر قدرة التنظيم على التعامل مع الأزمات بسرعة واحتراف.

الجوائز.. عودة البرازيل والاحتفاء بالأعمال النسائية

تميزت الدورة الـ78 بجوائز متنوعة، كان أبرزها:

  • السعفة الذهبية لأفضل فيلم: ذهبت للمخرجة اليابانية هاروكا ياماموتو عن فيلمها “A Bright Silence”، الذي تناول قصة شخصية عبر سرد بصري مؤثر.
  • أفضل إخراج: كليبر ميندونسا فيليو عن فيلم “O Agente Secreto” (العميل السري)، الذي فاز أيضًا بجائزة نقاد السينما “فيبريسي”.
  • أفضل ممثل: واغنر مورا عن دوره في نفس الفيلم، حيث جسد شخصية مركبة بمهارة كبيرة.
  • أفضل ممثلة: فانيسا كيربي عن دورها في فيلم “Night of Echoes”.
  • جائزة لجنة التحكيم الكبرى: منحت لفيلم “Les Arbres Parlent” من إخراج توماس أندريو.
  • جائزة الكاميرا الذهبية لأفضل عمل أول: للمغربية ليلى السعدي عن فيلم “Desert Letters”، ما شكل اعترافًا هامًا بالمواهب السينمائية العربية.

كما كان للبرازيل دور ضيف الشرف، حيث عرضت أفلامًا تمثل تنوع ثقافتها الاجتماعية والفنية، وعكست حضورها القوي في المشهد السينمائي العالمي.

السجادة الحمراء.. عروض ساحرة وأناقة لا مثيل لها

حفل الختام تميز بإطلالات نجمات من الطراز الرفيع، حيث أبهرت كيت بلانشيت الجمهور بإطلالة كلاسيكية في فستان أسود، فيما اختارت إيل فانينغ فستانًا رومانسياً يشبه شخصيات ديزني الأسطورية، وسط تباين راقٍ في أزياء النجمات اللواتي قدمن مجموعة من أجمل صيحات الموضة لهذا الموسم.

اللمسات الجمالية على السجادة الحمراء كانت ناعمة وبسيطة، مع سيطرة ألوان المكياج الترابية والوردية، وتسريحات شعر طبيعية أنيقة، ما أضفى جوًا من الرقي والانسجام على هذا الحدث الكبير.

دورة التحديات.. ودروس الاحتراف

مهرجان كان 2025، رغم المشكلات التقنية التي واجهته، مثل انقطاع الكهرباء وسقوط شجرة نخيل على ممشى كروازيت، إلا أنه أثبت قدرة فائقة على إدارة الأزمات والاستمرار في تقديم أفضل ما لديه من عروض وأحداث. هذه الدورة مثلت شهادة على مرونة مهرجان كان وقوته في الحفاظ على مكانته العالمية.

ختام مفعم بالأمل والفن

أكد مهرجان كان في دورته الثامنة والسبعين مكانته كأحد أبرز المهرجانات السينمائية في العالم، حيث جمع بين الإبداع الفني والرسائل السياسية والاجتماعية العميقة. وشهد المهرجان حضورًا قويًا للسينما العربية والإفريقية، وتكريمًا لعدد من المواهب الجديدة والمخضرمة، مما يعكس التزام المهرجان بالتنوع والشمولية في عالم السينما.

وبهذا، يُسدل الستار على دورة استثنائية من مهرجان كان، تاركة أثرًا لا يُنسى في ذاكرة عشاق السينما حول العالم، ومبشرةً بمستقبل واعد لصناعة السينما العالمية

Leave A Reply

Your email address will not be published.