رنا صلاح عدسةٌ تحكي وموهبة تروي القصص من زوايا غير معتادة
في زمن تتسابق فيه الأسماء على ساحة الفن والإعلام، تبرز أسماء قادرة على التفرّد بصوتها البصري، ورؤيتها المتفردة للعالم. من بين هذه الأسماء، تلمع المخرجة المصرية رنا محمد صلاح السيد، التي استطاعت خلال سنوات قليلة أن ترسم لنفسها مساراً احترافياً في عالم الإخراج، يُحسب له التأثير والإبداع.
وُلدت رنا في الكويت في 27 أغسطس 1994، وهي حاصلة على بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة HTI بالقاهرة. لكن الاقتصاد لم يكن وجهتها الحقيقية؛ فالشغف بالإخراج وصناعة المحتوى المرئي كان أقوى، وقادها نحو عالم الفن السابع، حيث سعت لإتقان أدواتها، وتقديم أعمال تحفر في ذاكرة المشاهد.
عدسة مُتفردة تبحث عن التفاصيل
منذ خطواتها الأولى، كانت رنا تؤمن أن الصورة لا تكفي لتكوين عمل مؤثر، بل إن التفاصيل هي من تصنع الفرق. لهذا السبب، تجدها تولي اهتماماً خاصاً لكل عنصر بصري وموسيقي في أعمالها؛ من الإضاءة إلى زوايا التصوير، ومن حركة الكاميرا إلى اختيار الموسيقى المناسبة لكل لحظة.
أسلوبها الإخراجي يتسم بالانسجام البصري والروحي، حيث تتعانق المشاهد لتروي القصة دون ضجيج، بل بلغة الفن العميقة. تركّز في مشاريعها على القضايا الاجتماعية والإنسانية، وتسعى لتقديم دراما ذات معنى، تلامس الناس وتمنحهم شيئاً للتفكير بعد نهاية كل عمل.
مسيرة غنية بالأعمال المتنوعة
رنا لم تحصر نفسها في نوعٍ واحد من الإنتاج؛ فقد تنقلت بسلاسة بين الأفلام الطويلة والقصيرة، والمسلسلات، والإعلانات، والكليبات، وحتى البودكاست. هذه التعددية لم تُضعف هويتها الفنية، بل زادت من رصيدها المهني، ووسّعت آفاقها.
من أبرز أعمالها في السينما والتلفزيون:
• فيلم فوتو كوبي (2017): تجربة مميزة لامست الحنين والواقع بلغة شاعرية.
• فيلم نادي الرجال السري (2018): من أكثر الأعمال انتشاراً جماهيرياً.
• مسلسل كنا أمس (2020) و60 يوم من الماضي (2021): نقلة مهمة في الأعمال الخليجية.
• المفتش فصيح، عودة خالتي، وأربعيني في العشرين: محطات درامية أثبتت قدرتها على إدارة مشاريع متنوعة بثقة.
• سلسلة أبواب – شرطة أبوظبي (2024): تجربة مهنية مختلفة تعكس انفتاحها على المؤسسات الرسمية وصناعة المحتوى الهادف.
• فيلم وثائقي “القضاء” (2025): خطوة جريئة نحو السينما الوثائقية.
كما وقّعت رنا على عدد من الإعلانات والكليبات، نذكر منها:
• إعلان “زهرة الخليج” (2019)
• برومو “بطل العالم المصري في البوكس” (2016)
• إعلان “عضو مجلس الشيوخ” (2020)
• كليب مسرحية “الكره في ملعبك” (2025)
• بودكاست الفن في كل زاوية (2025): مشروع يعبّر عن اهتمامها بتسليط الضوء على الجمال في تفاصيل الحياة اليومية.
بصمة فنية وإنسانية
ما يميّز رنا صلاح ليس فقط تنوّع مشاريعها، بل الرؤية التي تقودها في كل عمل. فهي ليست مخرجة تسعى للانتشار فقط، بل فنانة تؤمن أن الفن رسالة، وأن الصورة أداة للتغيير والتأثير. لذلك، كثير من أعمالها تتناول مواضيع إنسانية واجتماعية بروح صادقة وحسّ مرهف.
كما أن مشاركاتها في المبادرات التطوعية والفعاليات الفنية المختلفة، تُبرز جانبها الإنساني، وشغفها بالتعلّم والتطوير المستمر.
مخرجة من هذا الجيل… وإلى ما بعده
في عالم سريع التغيّر، حيث التحديات التقنية والمهنية تزداد، تثبت رنا صلاح أنها من الأسماء القادرة على البقاء، بل وعلى التجديد. حضورها في السوق الفني الخليجي والمصري، وامتلاكها لحس احترافي قوي، يجعل منها نموذجاً يُحتذى به في جيل المبدعات العربيات.
إنها مخرجة لا تكتفي برصد اللقطة، بل تعيشها، وتمنحها روحاً. في كل مشهد تخرجه، هناك قصة، إحساس، ورغبة في قول شيء مختلف
وفي ذات السياق، كشفت المخرجة في تصريح خصت به ET MAROC عن كواليس التحضيرات المكثفة التي سبقت عرض المسرحية الجديدة “الكرة بملعبكم”، والتي تم تقديمها بتعاون مع أكاديمية الفجيرة للفنون على خشبة المسرح الثقافي. العمل المسرحي لاقى تفاعلاً كبيراً من الجمهور والنقاد، خاصة في دولة الإمارات، حيث شكّل تجربة فنية مميزة جمعت بين الإبداع البصري والإخراج الذكي الذي حمل بصمة أمنيتنا.
وفي ذات السياق، برزت المخرجة الصاعدة رنا صلاح كاسم واعد في عالم الإخراج، بعد مشاركتها المتميزة في تصوير الكليب المرافق للمسرحية، والذي حصد نسب مشاهدة عالية وأصداء إيجابية. رنا صلاح سبق أن شاركت في إخراج عدد من الكليبات، والمسلسلات، والأفلام الدرامية، ويُعد هذا المشروع ثاني تعاون لها مع ET MAROC بعد النجاح اللافت الذي حققوه معاً في مسابقة البيانو الدولية، ما يعكس استمرارية شراكة فنية مثمرة تنبئ بمزيد من الإنجازات في المستقبل